يلعب الإنترنت دورا كبيرا في التأثير علي أداء البورصة المصرية خاصة وأن العديد من المستثمرين يعتمدون علي مواقع الاخبار والمنتديات والمدونات الخاصة بالمحللين الفنيين والماليين كمصدر للمعلومات والتوقعات
حول أداء الاسهم و الشركات هذا الي جانب الاعتماد علي موقعي التواصل الالكتروني' الفيس بوك والتويتر' واللذين يمكن من خلالهما نشر أي خبر بغض النظر عن صحته في دقائق معدودة بين الآلاف من المستثمرين مما يفتح الباب علي مصراعيه أمام انتشار ظاهرة تسريب الأخبار والشائعات المغلوطة عن طريق الإنترنت للتأثير علي قرارات المستثمرين بالبيع او الشراء لصالح أشخاص بعينهم يهدفون الي تحقيق الربح السريع.
وهو مااعتبره خبراء سوق المال والمستثمرون خطرا بالغا علي السوق خاصة في ظل الاوضاع الحالية مطالبين بدعم قواعد الشفافية والافصاح في الشركات خاصة وأن الاخبار وتصنيفها لمعرفة مدي صدقها أو كونها شائعات تعتبر من اهم المؤثرات ليس فقط علي حركة سهم معين وانما قد تتسبب في انهيار كامل لمؤشر البورصة الرئيسي مثلما حدث في الخميس الأسود الموافق16 مايو2008 حيث تسببت شائعة فرض ضرائب علي الأرباح الرأسمالية للبورصة في حالة من الذعر أدت الي انسحاب أغلب المستثمرين الأجانب بعدما قاموا بعمليات بيع سريعة وواسعة وتبعهم المستثمرون المصريون لينهار مؤشر البورصة في جلسة واحدة نتيجة شائعة لم يصاحبها رد فعل سريع من المسئولين.
وتقول الدكتورة جيهان جمال رئيسة الجمعية العربية لدعم صغار المستثمرين ان ظاهرة اعتماد المستثمرين علي الإنترنت تساعد علي وقوع الأسهم في مصيدة الشائعات وتؤدي الي تلاعب البعض بأسعار أسهم معينة من خلال بث شائعة صغيرة عن طريق اي منتدي في الإنترنت وهو أمر سهل خاصة وانه ليس هناك رقابة علي مثل تلك المنتديات.
وأضافت أن ظاهرة المواقع والمنتديات المتخصصة في مجال البورصة انتشرت لتغطية النقص في التحليل الاستثماري للسوق وكنا نتوقع منها أن تقوم بدور كبير في توعية المستثمر وتثقيفه ولكن مثلما قدمت بعض المعلومات الجيدة التي ساعدت صغار المستثمرين إلا أنها أضرت بالكثير منهم وباتت تشكل خطرا كبيرا عليهم حيث يتم استغلال بعض هذه المنتديات لتضليلهم وتحقيق مطامع مباشرة للبعض, فمستخدموا هذه المنتديات والمواقع لا يقل عددهم عن عشرات الآلاف يوميا وستجد فيها كما كبيرا من التشجيع والنصح بالشراء في أسهم المضاربة والتحليلات البعيدة كل البعد عن أسس الاستثمار الصحيح في الأسهم بل ووصل الأمر أيضا الي أن بعض أصحاب تلك المنتديات أصبحوا نجوما في بعض وسائل الاعلام دون أي رقابة والبعض منهم كانوا يؤكدون أن اسعار اسهم معينة سترتفع بحدة وأنها الحصان الرابح أو السهم الصاروخي وغيرها من المصطلحات الرنانة التي تجذب المستثمر وتدفعه للشراء رغم أن المؤشرات المالية لتلك الأسهم ضعيفة جدا أو خاسرة مما يتسبب في رفع أسعار أسهم المضاربة ثم تنهار فجأة والنتيجة تكبد صغار المستثمرين لخسائر فادحة لرأسمالهم.
وقال محمود عبد الله أحد المستثمرين في البورصة أنه يتمني أن تقوم البورصة بإنشاء منتدي الكتروني مخصص لعرض رأي البورصة فيما يثار في وسائل الإعلام أو ما يسأله الناس عبر البريد الالكتروني بعيدا عن أي توصيات خاصة بتحليلات حركة الأسهم. في أسرع وقت ممكن لأنه سيكون حصن أمان للمستثمرين مؤكدا أن المستثمر في البورصة لايمكن أن يتجاهل مايتم نشره علي منتديات الإنترنت والمواقع المختلفة لأنها من أهم العوامل التي تؤثر علي سعر السهم.
وقال عبد الرحمن مصطفي مستثمر انه تكبد خسائر كبيرة في بعض أسهم المضاربة نتيجة اندفاعه في الشراء بناء علي معلومات تم تداولها علي منتديات الإنترنت ولذلك لا يحاول الاستثمار في اسهم المضاربة واتجه الي الاسهم القوية ذات الاداء المالي الجيد ولا يعتمد في المنتديات في الاخبار لانه في حالة صدق الاخبار فانها ستعلن علي شاشة البورصة الرئيسية ولن تلجأ للأبواب الخلفية.
أما نادية عبد التواب مستثمرة فأكدت أن البورصة لابد أن تقوم بدور فعال في مواجهة الشائعات وتوعية المستثمر و الرد علي مايثار في وسائل الاعلام المختلفة والمنتديات, وأن يكون هناك تواصل دائم بين ادارة البورصة والمستثمرين حتي لا يقعوا في فخ الشائعات الذي يجبر المستثمر علي التفاعل معها سواء باتخاذ قرار الشراء في حالة الاخبار الايجابية او البيع في حالة الاخبار السلبية عن الاسهم.
الأحد سبتمبر 02, 2018 1:57 pm من طرف hebashdeed
موضوع: شائعات الإنترنت.. خطر يهدد البورصة المصرية